بعد ثلاثة عقود من نشأة ولاية الطارف

السلطات تبحث عن إزالة التريف من مدينة عاصمة الولاية
انطلقت أشغال تهيئة بعض المساحات بمدينة الطارف عاصمة الولاية والتعجيل في إكمال مشاريع أخرى متأخرة منذ سنوات من انطلاقها وعمليات ردم بعض المستنقعات الصغيرة للمياه الراكدة التي غزتها الأعشاب الضارة وسط النسيج العمراني، حيث سجلت مشاريع أخرى لإكمال حلقة العقد لتزيين مدينة ظلت منذ أكثر من ثلاثة عقود عبارة عن دشرة كبيرة.
يتساءل كل زائر لمدينة الطارف عاصمة الولاية كيف لهذه المدينة أن تكون عاصمة لولاية وبها مدن أخرى أوسع وأجمل منها على غرار مدينة القالة السياحية الساحلية وغيرها من المدن الأخرى ..؟ والجواب يكمن في أن هذه الولاية ظلت طيلة السنوات الطويلة الماضية ضحية لضعف مختلف المسؤولين المتعاقبين عليها والغياب للوعي الجماعي لمنتخبيها المحليين وكذا مجتمعها المدني الذي يسخر إلا في المناسبات الوطنية والمحافل الانتخابية وفقط، وظلت مدينة الطارف متقوقعة على نفسها بسبب الذهنية المعقدة سابقا حسب مصادر منتخبة وأخرى تنفيذية فيما قبل بسبب تعنت بعض سكان وسط المدينة من فسح المجال أمام السلطات المحلية من اجل إعادة بناء وسط المدينة وفق معايير عمرانية جديدة تليق بمدينة عاصمة الولاية غير أن هذا المقترح سقط في الماء وتركت المدينة على حالها عرضة لمشاريع سكنية بمخططات ارتجالية لتوافق مستقبل هذه المدينة وهو الأمر الذي دفع السلطات الولاية قبل سنة 2000 من وضع مخطط توسعة جديد للمدينة وانجاز مجمع إداري جديد عوض مجمع للهياكل التربوية التي حولت منذ نشأة ولاية الطارف سنة 1984 إلى مختلف إدارات الولاية والى غاية أواخر سنة 2010 تحررت بعض إدارات مختلف القطاعات إلى مقراتها الجديدة بالمجمع الإداري ضمن تنمية محلية تسير بسرعة السلحفاة . ومنذ تنصيب الوالي الحالي السيد محمد لبقة على رأس الجهاز التنفيذي شهر أكتوبر من السنة الماضية ظل شغله الشاغل يبحث عن الوسيلة كيف يحول هذه الدشرة بمواصفات مدينة إلى مدينة بمعناها الحقيقي حيث انطلقت في الآونة الأخيرة مشاريع تهيئة بعض الفضاءات بوسط المدينة وحث على إكمال مختلف المشاريع المتأخرة، كما ركز على الإنارة العمومية بمدينة والإشارات المرورية كذلك بهذه المدينة في انتظار انجاز الإشارات الضوئية المرورية كذلك وسط الشبكة الطرقات داخل وسط المدينة إلى جانب مشاريع تهيئة أخرى لفائدة ضواحي هذه المدينة للتوسع العملية حسب ما أكد عليه الوالي ليشمل الدوائر السبعة لولاية الطارف من خلال مشاريع مماثلة لإعطاء الوجه الحقيقي للوسط الحضري . ولم تتوقف مساعي السلطات المحلية عند هذا الحد بل تعدت إلى نمطية انجاز المشاريع السكنية عوض طريقة الانجاز القديمة حيث من المنتظر أن تنطلق الأشغال لانجاز 2000 وحدة سكنية عبارة أبراج على اعتبار أن جميع مدن ولاية الطارف لا تتواجد بها مثل هذا النمط السكني الذي يعتمد على الاقتصاد في الوعاء العقاري وإعطاء منظر جديد على المدينة كما تم المصادقة مؤخرا على انجاز حديقة لتسلية بإحدى ضواحي مدينة الطارف بالقرب من قرية المطروحة في خطوة لإيجاد سبل الراحة للعائلات الطارفية هذا مع خلف مساحات وفضاءات للأطفال بالمدينة، ومن بين الإضافات بالمدينة فقد تم افتتاح أول فندق بهذه الأخيرة الأسبوع الماضي بعدما ظلت هذه المدينة تفتقر لمرفق استقبال ضيوف هذه الولاية هذا في انتظار المزيد من هياكل الاستقبال علما وحسب ما تشير أليه الإحصائيات الرسمية فان ولاية الطارف سجلت عجز 17 ألف سرير في مرافق الاستقبال ينتظر يحقق بعضها عن طريق الاستثمار انطلاقا من اللجنة الولاية لاستثمار “كلبيراف” التي اعتمدت منذ تنصيبها العديد من المشاريع منها 47 مشروع استثماري خاص بالقطاع السياحي، ليبقى السؤال مطروحا فهل تنجح السلطات المحلية في كسب معركة ازلة التريف عن مدينة ظل صامدة ومحافظة على طابعها القديم منذ عقود طويلة من الزمن وتكون في مستوى باقي المدن الكبرى بالبلاد أم انه ” لا يستطيع العطار أن يصلح ما أفسده الدهر” على القول الشائع.

